وقفة ... مع ليلة النصف من شعبان

عضو متميز

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ صلاةَ وسلامًا دائمينِ متلازمينِ إلى يومِ الدِّينِ.

أمَّا بعدُ ،،

إذا ما نظرتَ إلى ما صَحَّ في ليلةِ النِّصفِ مِنْ شعبان وجدتَّ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُقررُ: «أنَّ اللهَ - جَلَّت قدرتُهُ - يَطَّلِعُ إلى خلقِهِ في ليلة النصف فيغفرُ للمؤمنين, ويُملي للكافرين, ويدعُ أهلَ الحقدِ بحقدِهِم حتى يدعُوهُ».

وفي الحديث الذي تكاثرت طُرُقُهُ حتى صارت به إلى جَادَّةِ الصِّحَةِ - بلا ريبٍ ولا شك -: «يَطَّلِعُ اللهُ تبارك وتعالى إلى خلقِهِ في ليلةِ النصفِ من شعبان فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ إلا لمُشركٍ أو مُشاحن».

هذا ما صح في تلك الليلة .. حديثان فقط .

والحديثان كما ترى يكادان ينطبقان معنى, يغفرُ اللهُ ربُّ العالمين لجميع خلقِهِ إلا لمشركٍ أو مُشاحن, فيغفر للمؤمنين, ويدعُ - بالإِمْلَاءِ - الكافرينَ فيما هم عليه من كفرٍ وشرك, ويدعُ أهلَ الحقدِ بحقدهم حتى يدعوه.

وأما ما سواهما ... فلم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،،

فمثلا ،،

الحديثَ الذي أخرجَهُ ابنُ ماجه في سننِهِ عن عليٍّ - رضوان الله عليه - يرفعُهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « إذا كانت ليلةُ النصفِ من شعبان فقوموا ليلَهَا, وصوموا نهارَهَا » ... فهذا حديثٌ موضوع

وكذلك ما يُسَمَّى بصلاةِ الرَّغَائِبِ وهي عند الشيعةُ والمتصوفةُ ... لم يفعلْهَا خيرُ البَرِيَّةِ ولا أحدٌ من أصحابِهِ رضوان الله عليهم ، وإنَّما هي عملٌ مُحْدَثٌ مُبْتَدَعٌ!

ومن تلك الآثار التي لم تصح أيضا .. ذلك الدعاءُ الذي يُنسبُ إلى عبدِ اللهِ بن مسعودٍ - رضي الله عنه وأرضاه - فهو منه بريءٌ ، وهو منه بَرَاء .

....................

هذا تلخيص لدرس لفضيلة الشيخ / د. محمد سعيد رسلان ..

» وقفة مراجعة بعد رمضان
» شهر شعبان هدية من الرحمن
» رجل ينام كل ليلة فى الجنة ...!!!
» ليلة بكي فيها القمر
» حوارٌ بين زوجين ليلة زفافهما