ليس كل ما ياتى من الغرب لا يسر القلب

[color=red]][size=18]فيلسوف يعتنق الإسلام وقسيس ينتحر ليس كل ما يأتي من الغرب لا يسر القلب، ليست كل الأخبار محزنة أو تدعو للأسى على حال المسلمين أو تعبر عن الوهن الذي نال من جسد الأمة حتى تطاول عليها المتطاولون، فرغم الدعاوى وحملات التشهير ضد الإسلام ونبيه والتي كشف الغرب عنها في أبشع صورها بما يتناقض مع مزاعم الحرية والديمقراطية وعدم التمييز العنصري.
وأخذت هذه الحملات عدة أشكال من بينها التصريحات العنصرية ضد المسلمين من قبل رجال دين مسيحيين أو سياسيين، والتهجم على القرآن الكريم وحجاب المرأة المسلمة، واستمرار وسائل الإعلام من صحافة وفضائيات ومراكز ثقافية في التطاول على شخص النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلى رسالة الإسلام، إضافة إلى التضييق المستمر على المسلمين ومؤسساتهم الدينية والعلمية والثقافية وعلى حرياتهم الشخصية وتحركاتهم في الدول الغربية.

في ظل هذه الحملات المنظمة التي بدت من أفواههم وعبرت عنها أقلامهم وقوانينهم، للنيل من الإسلام ومن قيمه ومبادئه ومن نبيه الكريم ..استوقفني خبران من الأخبار التي تنقلها إلينا وكالات الأنباء عن البلاد التي تقع على الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، رأيت في الخبرين ما يكشف عن مدى انزعاج العالم الغربي المسيحي من انتشار الإسلام ونفاذه لعقول وأفئدة الأوربيين والغربيين بشكل عام .
الخبر الأول تمثل في اعتناق أحد كتاب وفلاسفة السويد المشهورين الإسلام، معلناً اختياره الدخول في الدين الحنيف بكامل رغبته وإرادته، حيث ذكرت وكالات الأنباء "أعلن الكاتب السويدي هوجان لارسون إسلامه في السابع من شوال الحالي أمام الدكتور عدلي أبو حجر رئيس مجلس المثقفين باسكندنافيا، وذلك أثناء زيارة قام بها برفقة زوجته إلى منزل الدكتور عدلي بمالمو بجنوب السويد".
لم يكن إعلان الكاتب والفيلسوف السويدي إسلامه تهديدا بحد السيف كما تزعم حملات التشهير الغربية، إنما جاء اعتناق الرجل للدين الحنيف - رغم هذه الحروب المشتعلة ضد العرب والمسلمين في أوربا- "بعد سنوات من الدراسة والحوار حول الإسلام، كانت بدايتها قبل خمس سنوات، حيث نظم مجلس المثقفين المسلمين عدة محاضرات حول الإسلام في منطقة وسط جنوب السويد، وداوم الكاتب هوجان لارسون على حضورها، وربطته علاقة متواصلة مع رئيس المجلس الذي كان يجيبه عن أسئلته ويتحاور معه عبر الهاتف لساعات طويلة حتى هداه الله إلى الإسلام".
ويعرب المسئولون بمجلس المثقفين المسلمين عن أملهم فى أن "تهتدى زوجة لارسون المسئولة في نقابة موظفي الدولة، هي الأخرى للإسلام بعد أن حضرت مع زوجها وسمعته وهو ينطق بالشهادتين باللغتين العربية والسويدية" (لاحظ أن الرجل لم يجبر زوجته على اعتناق الإسلام مثله)، وقد وجد المسئولون بالمجلس أن زوجة لارسون بدأت "تطرح من مجموعة من الأسئلة حول الإسلام والمرأة، نأمل أن تقودها إلى الهداية قريباً إن شاء الله".
ولهوجان لارسون عدة مؤلفات تصل إلى حوالي سبعة عشر كتابا حول التاريخ والفلسفة.
الخبر الآخر كان أكثر صراحة في كشف النقاب عن مدى انزعاج رجال الدين المسيحي من انتشار الإسلام في أوربا الأمر الذي رآه بعضهم يمثل تهديدا بتحول القارة العجوز لقارة إسلامية خلال العقود المقبلة، لو لم يعمل الأوربيون على وقف هذا الزحف الإسلامي.
فقد ذكرت وكالات الأنباء أن رجل دين مسيحي ألماني حرق نفسه احتجاجا على انتشار الإسلام بأوروبا وتذكر تفاصيل الخبر أن الأطباء فشلوا في مشفى ألماني الخميس 2-11-2006 في إنقاذ حياة رجل الدين المسيحي المتقاعد رولاند فيسلبيرغ (73 عاما) أضرم النيران في نفسه احتجاجا على الانتشار الواسع الذي يحرزه الإسلام في العواصم والمدن الأوروبية.
وكان فيسلبيرغ صب النفط على ثيابه وأضرم فيها النار في ساحة دير مدينة إيرفورت وسط ألمانيا الأربعاء 1-11-2006 وهو نفس اليوم الذي يحتفل فيه بعض مسيحيي ألمانيا بترجمة الإنجيل من اللاتينية إلى الألمانية في القرن السادس عشر.
وقد ترك فيسلبيرغ رسالة قبيل انتحاره أعرب فيها عن قلقه تجاه انتشار الإسلام في ألمانيا وتراخي موقف الكنيسة تجاه هذا الأمر، و أنه أضرم في نفسه النيران ليحذر من "خطر أسلمة أوروبا". وعندما بدأت النيران تلتهم جسده، كان فيسلبيرغ يصرخ: السيد المسيح وأوسكار، في إشارة إلى أوسكار بروزويتش (47)، وهو رجل دين مسيحي أضرم أيضا النيران في نفسه أيضا في ساحة المدينة قبل 30 عاما في 18 أغسطس 1976 احتجاجا على النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية.
ألم أقل لكم أنه ليس كل ما يأتي من الغرب لا يسر القلب